سيؤثر الذكاء الإصطناعي على كثير من القطاعات والمجالات مما سيجعل الاستثمار فيه أولوية لكثير من المؤسسات. لكن هناك مجالات ذات قيمة اقتصادية عالية في الوقت الراهن، مما يجعل الذكاء الإصطناعي أقرب للدخول فيها، وهي:
1- المركبات ذاتية القيادة
حيث أن هناك 5 مليون شاحنة نقل في أمريكا و أكثر من 23 مليون سائق أجرة و شركة أوبر وغيرها حول العالم. تمثل الرواتب المدفوعة لهؤلاء السائقين عبء على الشركات التي توظفهم، واستبدالهم يعد أولوية لهم. لذلك نرى شركة <أوبر> و <لفت> من أكثر الشركات التي تستثمر في القيادة الذاتية للمركبات. الوضع الحالي لتقنية القيادة الذاتية متقدمة ونحن على بعد عقد أو عقدين بالكثير للوصول إلى مركبات ذاتية القيادة تجوب الشوارع حول العالم.
2- المتحدث الآلي (chat bot)
قد يكون الرد عن طريق المتحدث الآلي صوتي بالهاتف أو كتابي بالرد النصي على الأسئلة، حيث توفر الشركات رقم للاستفسار والتحدث مع موظف خدمات العميل للاستفسار و طلبات العميل. تعتبر الشركات ذلك أولوية لها، لأنه يرتبط مباشرة برضى العميل الذي تخدمه. لكن المشكلة تكمن أنه قد يكون هناك الكثير جداً من الاتصالات وقليل من موظفي الردود، مما يشكل عبء على العميل ويتسبب في انزعاجه. هنا يأتي دور المتحدث الآلي الذكي الذي يساعد كثيراً في استبدال الموظفين بنظام رد آلي يستطيع الرد على كل العملاء في نفس الوقت وإنهاء خدمتهم. هذا النظام يتم تدريبه عادة على فهم اللغة وتحليل الأصوات وقد وصل لمرحلة متقدمة جداً، بحيث يستطيع فهم العميل وأخذ المعلومات منه والتواصل معه. و الآن معظم البنوك والشركات في أمريكا تستخدم هذه التقنية في الرد على المكالمات و الرد على استفسارات وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية الخاصة بها.
المتحدث الآلي أحد أهم المجالات التي سيدخل فيها الذكاء الإصطناعي في الفترة القادمةـ وسيتم الاستغناء عن كثير من موظفي الرد على العملاء
3- صناعة المحتوى (content creation)
مع الانتشار المهول للهواتف الذكية ووسائط التواصل الإجتماعي أصبح انتشار المقاطع والمحتوى سريع جداً، وأصبحت متاحة مجاناً في معظم الحالات. ذلك يجعل من الطريقة التقليدية في صناعة المحتوى المبنية على الحصول على المال مقابل المحتوى غير مجدية مادياً، مما دفع الكثير من صناع المحتوى للتحول للنشر التقني المجاني و محاولة الحصول على المال بطريقة اخرى مثل الدعاية وغيرها بعد وجود جمهور كبير. هذا القطاع مهيأ بشكل كبير لدخول الذكاء الإصطناعي من أجل أتمتة صناعة المحتوى … تخيل معي قناة يوتيوب تستخدم ذكاء اصطناعي لصناعة فيديوهات عن موضوع معين، ولأنها تقوم بذلك بشكل آلي، سيمكنها تنزيل آلاف الفيديوهات في وقت قصير، مما يجعلها متابعة من آلاف الأشخاص في وقت قصير. ما زالت التقنية في مراحل أولية في هذا المجال، لكن هناك ما يلوح في الأفق، ففي عام ٢٠١٤ ظهرت تقنية في مجال الشبكات الاصطناعية العصبية (ANN) تعرف بالشبكات التكوينية المتعادية (GANs) تلك التقنية تمكن من صناعة صور من نسج الذكاء الإصطناعي.
هذه الصور ليست حقيقية، وإنما من نسج خيال ذكاء إصطناعي من شركة Nvidia بواسطة تدريبه على صور كثيرة لنجوم هوليود. هذه التقنية (GAN) تعد أحد أحدث صيحات الذكاء الإصطناعي، وقد تفتح الباب لتطبيقات مهولة في المستقبل
4- المصانع الذاتية
تعد الصناعة من أكثر القطاعات استخداما لتقنيات الذكاء الإصطناعي، حيث أن القيمة المُضافة لهذه التقنيات تكمن في خفض تكلفة عمال المصنع وزيادة جودة المنتجات. حيث أن الآلة أقل احتمالاً لارتكاب الأخطاء من البشر وتعمل على مدار الساعة. تكلفة هذه التقنيات المستخدمة في الروبوتات في انخفاض مستمر، وأصبحت تشكل بديل فعلي وخيار مثالي لمعظم المصانع حتى في الأمور التي كانت تحتاج دقة عالية وخبرة بشرية، وذلك بعد دخول تقنية التعلم العميق (deep learning) كمكوّن أساسي في الروبوتات الحديثة.
لمعرفة ماهو الذكاء الإصطناعي يمكن متابعة مجوعة المقالات هنا.